هل سبق لك أن تجولت في شوارع أمستردام العريقة، وتساءلت عن سر الإكسات الثلاثة التي تزين بعض العواميد والمركبات والأعلام؟ هذه الرموز التي تعود إلى القرون الوسطى، ليست مجرد علامات عابرة، بل هي صفحات من كتاب تاريخ المدينة العريض. في “فلاينج كاربت أمستردام” ندعوك لرحلة استكشافية تكشف لك أسرار هذه الرموز وتأخذك في جولات تاريخية وثقافية عبر أروقة المدينة ومعالمها السياحية. انضم إلينا لتعيش تجربة لا تُنسى وتستمتع بكرم الضيافة الذي نقدمه لكل زوارنا. تابع قراءة المقال لتكتشف المزيد عن القصة الكاملة وراء الصلبان الثلاثة وكيف أصبحت رمزًا للمدينة الساحرة
تعود جذور الشعار إلى القرون الوسطى، حيث كانت أمستردام تتعافى من الحرائق والأوبئة والفيضانات. ومع مرور الزمن، تحولت هذه الصلبان إلى رمز للفخر والهوية، وتُستخدم في العديد من السياقات المختلفة داخل أمستردام. لقد استوحى أهل أمستردام شعار الاكسات من تضحيات القديس أندرو. يحمل القديس أندرو بالنسبة للامسترداميين قصة ملهمة. وفقا للتراث المسيحي بدأ أندرو حياته كتلميذ لعيسى عليه السلام , واندرو هو شقيق بطرس الرسول، ويلقب بـ “ذو المروءة”، تمثلت حياته بالإيمان والشجاعة والتحدي في وجه الاضطهاد والظلم فصار رمزا لمن بعده. اتبع تعاليم المسيح وأصبح واحدًا من الرسل الاثني عشر. بشّر للمسيحية في مناطق عديدة ، ولكنه استُشهد في النهاية، صُلب على صليب على شكل حرف إكس وهو الشكل الذي يُعرف اليوم بصليب القديس أندرو
في عام 1947، قدمت الملكة فيلهلمينا الشعار لحكومة المدينة كجزء من شعار نبالة أمستردام، تكريمًا لدور سكان المدينة خلال الحرب العالمية الثانية. وبذلك، أصبحت الصلبان الثلاثة رمزًا للمقاومة والتحدي. ومع ذلك، لا توجد علاقة مباشرة بين القديس أندرو وأمستردام، فالصلبان الثلاثة تُمثل رمزًا للمدينة نفسها وليس للقديس بشكل مباشر. وهي تُظهر الصفات التي تُعتبر مهمة لتاريخ المدينة وأهلها
في العصور الوسطى، كانت أمستردام مركزًا للتجارة والثقافة، حيث اجتمع التجار من كل حدب وصوب ليبيعوا بضائعهم في أسواقها الصاخبة. وكان البحارة ينطلقون من موانئها ليكتشفوا عوالم جديدة. وفي هذا الزمان، كانت الصلبان الثلاثة تُرفع على السفن والمباني، لتكون بمثابة حامي للمدينة وأهلها. وفي الحرب العالمية الثانية، كانت الصلبان الثلاثة تُرسم على أذرع المقاومين، لتُذكّرهم بالقيم التي يقاتلون من أجلها. وبعد الحرب، أصبحت هذه الصلبان شعارًا للنهضة والتجديد، حيث عمل أهل أمستردام على إعادة بناء مدينتهم بروح من التفاؤل والأمل
واليوم، تُعتبر الصلبان الثلاثة جزءًا من الحياة اليومية في أمستردام، حيث تُزين كل شيء من الأعلام واللافتات إلى الدراجات والقوارب، وتُعتبر رمزًا للترحيب والتنوع الذي تُعرف به المدينة
ولمعلومات أكثر ندعوكم لزيارتنا ورؤية هولندا وتراثها الثقافي والبصري بشكل أكثر عمقا, وندعوكم أيضا لمتابعة صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي